He begins to deal with the subject from the beginning, from the time when a person adopted the Lord until God knew the Sunday
عرف الإنسان العقيدة منذ بدء الخليقة، كما عرف وعلم مفردات العالم من حوله، وشرعت هذه العقيدة في الارتقاء مثلما ارتقى كل ما حوله، فكانت تحمل من البداءة والبساطة ما حملت حياته الأولى. و«العقاد» هنا يناقش نشأة العقيدة الإلهية، منذ خلق الإنسان وعرف له ربا إلى أن اهتدى لقداسة التوحيد. وبدأ العقاد كتابه بأصل الاعتقاد، ثم جاء بعقائد أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية، ثم أردفها بعقائد من آمنوا بالكتب السماوية، وكذلك تأثير الأديان والفلسفة كل منهما في الأخرى، ومذاهب الفلاسفة التابعين والمعاصرين في ذلك. ولما كان الكتاب يرمي إلى العقيدة الإلهية دون غيرها، لم يتطرق إلى تفصيل شعائر الأديان؛ لما لهذا الموضوع من فروع تضيق هذه الصفحات عن حصرها.
ينطلق الكاتب في سرد مراحل ظهور الفكرة الإلهية في الوعي البشري ... وكيف تحولت عبادة البشر للأسلاف والطواطم إلى عبادة الالهة .. و من ثم مر الإنسان بمراحل عدة عبد فيها الهة متعددة وقدسها و إخترع لها قصص و أساطير حتى برز الأنبياء و الرسل و ظهر التوحيد الخالص الذي هو الهدف السامي وراء الخلق ... فالله الخالق حمل الإنسان عبر العصور إلى معرفته بفضل القريحة التي غرسها فيه.
" فكانت فكرة الله في الإسلام هي الفكرة المتممة لأفكار كثيرا موزعة في هذه العقائد الدينية وفي المذاهب الفلسفية التي تدور عليها. ولهذا بلغت المثل الأعلى في صفات الذات الإلهية وتضمنت تصحيحا للضمائر وتصحيحا للعقول في تقرير ما ينبغي لكمال الله، بقسطاس الإيمان وقسطاس النظر والقياس" ص104
في هذا الكتاب موجز موفق حول الديانات القديمة كالمصرية والهندية والمجوسية واليونانية و الصينية وكذلك لمحة حول تطور فكرة الإله في الأديان السماوية... وقبل أن يختم العقاد كتابه ، يطرح لنا مجموعة من البراهين والأدلة الفلسفية والقرأنية وحتى الصوفية عن وجود الله...!!
محتوى الكتاب :
تقديم
مقدمة الطبعة الثالثة
أصل العقيدة
أطوار العقيدة الإلهية
الوعي الكوني
الله ذات
مصر
الهند
الصين واليابان
فارس
بابل
اليونان
مرحلة جديدة في الدين
الفلسفة
المسيحية
الإسلام
الأديان بعد الفلسفة
الفلسفة بعد الأديان الكتابية
التصوف
براهين وجود الله
البراهين القرآنية
آراء الفلاسفة المعاصرين في الحقيقة الإلهية
العلوم الطبيعية والمباحث الإلهية
خاتمة المطاف
عن المؤلف :
عباس محمود العقاد: أديب كبير، وشاعر، وفيلسوف، وسياسي، ومؤرخ، وصحفي، وراهب محراب الأدب. ذاع صيته فملأ الدنيا بأدبه، ومثل حالة فريدة في الأدب العربي الحديث، ووصل فيه إلى مرتبة فريدة.
ولد «عباس محمود العقاد» بمحافظة أسوان عام ١٨٨٩م، وكان والده موظفا بسيطا بإدارة السجلات. اكتفى العقاد بحصوله على الشهادة الابتدائية، غير أنه عكف على القراءة وثقف نفسه بنفسه؛ حيث حوت مكتبته أكثر من ثلاثين ألف كتاب. عمل العقاد بالعديد من الوظائف الحكومية، ولكنه كان يبغض العمل الحكومي ويراه سجنا لأدبه؛ لذا لم يستمر طويلا في أي وظيفة التحق بها. اتجه للعمل الصحفي؛ فعمل بجريدة «الدستور»، كما أصدر جريدة «الضياء»، وكتب في أشهر الصحف والمجلات آنذاك. وهب العقاد حياته للأدب؛ فلم يتزوج، ولكنه عاش قصص حب خلد اثنتين منها في روايته «سارة».
كرم العقاد كثيرا؛ فنال عضوية «مجمع اللغة العربية» بالقاهرة، وكان عضوا مراسلا ﻟ «مجمع اللغة العربية» بدمشق ومثيله ببغداد، ومنح «جائزة الدولة التقديرية في الآداب»، غير أنه رفض تسلمها، كما رفض «الدكتوراه الفخرية» من جامعة القاهرة.
كان العقاد مغوارا خاض العديد من المعارك؛ ففي الأدب اصطدم بكبار الشعراء والأدباء، ودارت معركة حامية الوطيس بينه وبين أمير الشعراء «أحمد شوقي» في كتابه «الديوان في الأدب والنقد». كما أسس «مدرسة الديوان» مع «عبد القادر المازني» و«عبد الرحمن شكري»؛ حيث دعا إلى تجديد الخيال والصورة الشعرية والتزام الوحدة العضوية في البناء الشعري. كما هاجم الكثير من الأدباء والشعراء، مثل «مصطفى صادق الرافعي». وكانت له كذلك معارك فكرية مع «طه حسين» و«زكي مبارك» و«مصطفى جواد» و«بنت الشاطئ».
شارك العقاد بقوة في معترك الحياة السياسية؛ فانضم لحزب الوفد، ودافع ببسالة عن «سعد زغلول»، ولكنه استقال من الحزب عام ١٩٣٣م إثر خلاف مع «مصطفى النحاس». وهاجم الملك أثناء إعداد الدستور؛ فسجن تسعة أشهر، كما اعترض على معاهدة ١٩٣٦م. حارب كذلك الاستبداد والحكم المطلق والفاشية والنازية.
تعددت كتبه حتى تعدت المائة، ومن أشهرها العبقريات، بالإضافة إلى العديد من المقالات التي يصعب حصرها، وله قصة وحيدة، هي «سارة».
توفي عام ١٩٦٤م تاركا ميراثا ضخما، ومنبرا شاغرا لمن يخلفه.