Use APKPure App
Get انتصاب أسود old version APK for Android
Aarotika extremist in the Maghreb novel
“ما من انتصاب إلاّ ويعقبه ارتخاء”، تفتح هذه الجملة الفصول السبعة التي تشكّل الهيئة النصية لرواية مغاربية جديدة، تجمع مظاهر الوساخة والجلالة من خلال موضوعات أصبحت، أو تكاد تصبح، المجال المفضّل لجيل متمرّد من المشتغلين بالأدب والفن داخل “الحدود” المغاربية: الجسد والسيادة والآثار والأشباح، على مفترق حضارة وتراثين. مُجون الدبوسي لا يشبه مجون محمد شكري الغائص في واقعية اجتماعية صادمة. جنونهما هو الآخر غير متشابه. شكري كان مقيما في مرستان بتطوان لدواعي الاكتئاب، والدبوسي مقيم في الرّازي لدراسة الكآبة، لكن المكتئب ودارسه يتبادلان الأدوار في غالب الأحيان. كلاهما يُعربد، لكنّها عربدة مختلفة السياق مع أنّها قد تتقاطع مع مرجعيات أسلوبية أمريكية. قد يخطر على الذهن، للوهلة الأولى، أنّ المؤلِّف يستهدف كتابة نصّ إباحيّ متماه مع سيرة ذاتية تشمله، كما تشمل شلّة من الأصدقاء، وربما كان ذلك واحداً من أهدافه الخفية، أي الإرباك عبر “الاستبداد” بضمير المتكلّم، لكن النصّ يطرح تحديات نفسية وتقنية متداخلة لا تتوقف فقط عند غرض التشويش والمحاكاة، بل هي محاولة لتعقيد علاقة الكتابة بالتجربة المقدَّمة.
يُكثّف الفصل الثاني، الذي يحمل عنوان “كريستوف لا تحاول”، حالة شبّان ولدوا في ثمانينيّات القرن الماضي في تونس، وفي غير تونس. توانسة وفرنسيون وأمريكيون بعيدون ومغربية يتيمة، جاؤوا إلى تونس أو رحلت إليهم قصص البلد عبر أحد السّاردين. يقول “أيمن”: “…كُنّا في منتصف شهر فيفري تقريباً، أي شهراً بعد هروب الدكتاتور (…) كنّا نشهد التاريخ يتغيّر أمامنا ولا نملك غير الرّكض واللّهاث للحاق بالأحداث (…) كُنّا نتحدث كثيرا، نحلم كثيراً، نأكل كثيراً، نسْكر كثيرا، نضاجع كثيراً، نمزح كثيراً، نفكّر كثيراً، وننام قليلاً. أصابنا ضرب من المسّ البهيج. كُنّا دفقاً هدّاراً من الفرح والإمكانات الرائعة. كنّا نهذي”. يبدو «أدب النّكاح» الذي تقترحه الرواية ملحمة بطولية لانتصار هذا “الجيل” على سلطة سياسية عمّرت لعقود، لكنه سرعان ما يتحوّل إلى انتشاء غير سياسي، إلى فوز قضيبيّ، كأنّ النص يريد أن يهمس: ها قد نكحنا القهر السلطوي، واقتصصنا من قضيبه علامة التجبر، ها قد خرجنا من صمتنا وبلغنا الرشد الماتع والماجن.
في إحدى مقاطع هذا الفصل يدخل “أيمن” في حوار مباشر وصريح مع صديقين فرنسيين جاءا لاكتشاف تونس بعد الأحداث. تظهر البورنوغرافيا، كردّ فعل حيثما استبدّت السلطة السياسية أو الثقافية (مثلا في الحوار مع كريستوف وهيلين ص.31-43)، أما الإيروتيكا فتتبدى حينما يهدأ السرد ويتلطّف، ويتحوّل إلى رسائل أو مقاطع غزلية ونوستالجية، أي حينما يصير الجسد مكان تجريب قيم مثل الصداقة والفقدان، خاصّة في الفصلين الأوّل والسّادس. لم يكن من مناص أن يستنجد السارد، في حديثه مع كريستوف، المصوَّر على اعتباره فرنسيا متحذلقا ممحوناً بالمثلية الجنسية، بالكليشيهات المتداولة في المخيال الغربي بشكل عام: الفحولة العربية. كأننا أمام “صدام حضاري”، محفزّه فتاة صهباء سكرانة هي هيلين، ومظاهره شواهدُ على الجسد: الختان والانتصاب وانكشاف القُلفة أو انكماشها. يتم تقديم القضيب المختون كـ”حجّة” على انتفاء الغموض عن المسلمين أمام استشراق متوارَث يُلهب البعثات الطلابية الأوربية ويستشري بين دارسي اللغة العربية الذين يقصدون المغرب الكبير أو الشرق الأوسط. “بيتنا تحوّل إلى محطّة للكثير من الطلبة والناشطين اليساريين من الأجانب (…) كان الأمر وكأن البلد يحتضن ألعاباً أولمبيّة أو شيئاً أعظم، إنها ثورة، ثورة”، يقول النص وكأنّه يتهيؤ للقذف بانتشاء في وجه الإيديولوجيات بما في ذلك الأوهام الثورية.
Last updated on Sep 2, 2018
Minor bug fixes and improvements. Install or update to the newest version to check it out!
انتصاب أسود
1.0 by mariposa dev
Sep 2, 2018